أدب وفصاحة

 


فصاحة عربية

مر الأصمعي يوما على طفلة في السابعة من عمرها تنشد الشعر فأعجبه شعرها فسألها أشعرك هذا يا بنيتي قالت نعم فقال لها مظهرا إعجابه بها ما أفصح لسانك وما أعذب بيانك فنظرت له الطفلة نظرة فاحصة وقالت له لكأنك الأصمعي قال لها نعم قالت يا أصمعي أين بلاغتي من بلاغة القرآن الكريم تأمل قول الله عز وجل وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فإذا تأملت هذه الآية يا أصمعي وجدتها جمعت بين أمرين ونهيين وبشارتين فالأمران هما أرضعيه فألقيه في اليم والنهيان هما لا تخافي ولا تحزني والبشارتان هما إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين .‏

 


طلب العطاء

دخلت امرأة على أمير المؤمنين هارون الرشيد تبكى وفى يدها دجاجة مشوية فقال لها الخليفة ما يبكيك يا ابنتي قالت يا أمير المؤمنين كانت عندي دجاجة وكنت أحبها حبا شديدا فنذرت أن أدفنها في خير بقعة بعد موتها فلما ذبحت وشويتها لم أجد لها قبرا خيرا من بطنك يا أمير المؤمنين فجئت بها إليك فقال شكر لك على هذا الصنيع الجميل أعطوها مائة دينار ، ودخلت امرأة على أمير المؤمنين وهي تبكى فقال لها ما يبكيك يا أمة الله قالت يا أمير المؤمنين إن الفأر لم يعد له مكان في بيتي فقال الخليفة لقد أجملت في الطلب فاجملوا لها في العطاء .‏

 



دين وفصاحة

حكي أن هرقل ملك الروم كتب الى معاوية بن أبي سفيان رضي اله عنه يسأله عن شيء ولا شيء، وعن دين لا يقبل الله غيره، وعن مفتاح الصلاة، وعن غراس الجنة، وعن صلاة كل شيء، وعن أربعة فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وعن رجل لا أب له، وعن رجل لا أم له، وعن قبر جرى بصاحبه، وعن قوس قزح ما هو، وعن بقعة طلعت عليها الشمس مرة واحدة ولم تطلع عليها قبلها ولا بعدها، وعن ظاعن ظعن مرة واحدة ولم يظعن قبلها ولا بعدها، وعن شجرة نبتت من غير ماء، وعن شيء تنفس ولا روح فيه، وعن اليوم والأمس وغد وبعد غد وعن البرق والرعد وصوته، وعن المحو الذي في القمر.‏

فقيل لمعاوية لست هناك وما أخطأت في شيء من ذلك سقطت من عينه فاكتب الى ابن عباس يخبرك عن هذه المسائل فكتب إليه فأجاب: أما الشيء فالماء قال الله تعالى" وجعلنا من الماء كل شيء حي"، وأما لا شيء فإنها الدنيا تبيد وتفنى، وأما دين لا يقبل الله غيره فلا اله إلا الله، وأما مفتاح الصلاة فالله أكبر، وأما غرس الجنة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأما صلاة كل شيء فسبحان الله وبحمده، وأم الأربعة الذين فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فآدم وحواء وناقة صالح وكبش إسماعيل، وأما الرجل الذي لا أب له فالمسيح، وأما الرجل الذي أم له فآدم عليه السلام، وأما القبر الذي جرى بصاحبه فحوت يونس عليه السلام وسار به في البحر، وأما قوس قزح فأمان من الله لعباده من الغرق، وأما البقعة التي طلعت عليها الشمس مرة واحدة فبطن البحر حين انفلق لبني إسرائيل، وأما الظاعن الذي ظعن مرة ولم يظعن قبلها ولا بعدها فجبل سيناء كان بينه وبين الأرض المقدسة أربع ليال فلما عصت بنو اسرائيل أطاره الله تعالى بجناحين فنادى مناد إن قبلتم التوراة كشفته عنكم، وإلا ألقيته عليكم فأخذوا التوراة معذرين، فرده الله تعالى إلى موضعه فذلك قول الله تعالى"وإن أنتقنا الجبل فوقهم……….."، وأما الشجرة التي نبتت من غير ماء فشجرة اليقطين التي أنبتها الله تعالى على يونس عليه السلام، وأما الشيء الذي تنفس بلا روح فالصبح قال الله تعالى" والصبح إذا تنفس"، وأما اليوم فعمل، وأمس فمثل، وغد فأجل، وبعد غد فأمل، وأما البرق فمخارق بأيدي الملائكة تضرب بها السحاب، وأما الرعد فاسم الملك الذي يسوق السحاب، وصوته زجره، أما المحو الذي فوق القمر فقول الله تعالى"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة" ولولا ذلك المحو لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل.‏

عن المستظرف في كل فن مستظرف - تأليف شهاب الدين محمد بن أحمد الابشيهي

 


العصــامــيّ

العصامي هو الرجل الناجح معتمدا على نفسه وليس على الوساطات أو الأهل أو الإمكانيات المادية، وعكسها عظامي، والعصامي نسبة إلى عصام بن شهبر الجرمي حاجب النعمان بن المنذر، وأصل التنويه هو قول النابغة الذبياني فيه:

نفس عصامِ سوّدت عصامنا وعلّمته الكرّ والإقداما

وجعلته ملكاً هماما

أما العظامي فهو نسبة إلى عظام الموتى كناية عن أن يفتخر الانسان بآبائه وأجداده الذين ماتوا دون أن يكون له جد واجتهاد في طلب المعالي ويقول الثعالبي: كان الأمير إسماعيل بن احمد الساماني يقول: كن عصامياً ولا تكن عظامياً أي سد بشرف نفسك كما ساد عصام، ولا تتكل على سؤدد آبائك الذين ماتوا وصاروا عظاما نخرة، فان الشاعر قال :‏ إذا ما الحي عاش بعظم ميتِ ... فذاك العظم حيّ وهو ميت

 

أضف لمعلوماتك وتعلّم المزيد عن موسوعة سين جيم، تأليف شريف العلمي

 


اسم محمد

لم يحمل اسم محمد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم إلا سبعة منهم محمد بن أحيحة بن الحلاج، ومحمد بن سفيان بن مجاشع ومحمد بن حمران بن ربيعة والأخير هو محمد بن سلمة الذي أدرك الإسلام واشترك في بدر وغزوة تبوك. أما الذي اختار الاسم للرسول صلى الله عليه وسلم فهو جده عبد المطلب بطلب من أمه آمنة رضي الله عنها، ويروى أن ثلاثة من الذين حملوا هذا الاسم قبله أطلق عليهم آباؤهم اسم محمد لأنهم سمعوا من العرافين أن نبياً سيولد في هذه الأمة اسمه محمد. ويروى أن أمه آمنة رأت في المنام من يقول لها "أنك حملت سيد هذه الأمة... فإذا ولد قولي أعيذ بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمد". والله أعلم.

 

عن موسوعة عن سين جيم - شريف العلمي