دعوة إلى عدم السهر

تميز العرب منذ أقدم العصور بالكرم وحسن الضيافة، فلما جاء الإسلام أصل هذه الخصلة، وعدها من محاسنهم.

وفي القرآن الكريم ذكر الله عز وجل قصة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع من استضافهم من الملائكة ولم يكن عليه السلام يعلم أنهم ملائكة فقدم لهم عجلاً سميناً تكريماً لهم.

إن كرم الضيافة أصل في هذه الأمة، وقد حدد الإسلام مدة الضيافة بثلاثة أيام لعابر السبيل من غير أهل البلد، وفي هذه المدة حكم كثيرة.

وقريب من هذا.. الزيارات الأسرية بين الأقارب والمعارف والجيران.

ونظراً للإحراج الذي يلقاه المضيف من بعض ضيوفه حينما يتجاوزون نصف الليل في السهر، فمثل هؤلاء ينطبق عليهم قول العرب: فعند قدومهم كانوا أغلى من الذهب فإذا طعموا كانوا كالفضة فإذا انتصف الليل كانوا حديداً، وهذا الذي يجب التنبيه إليه، فإن لكل شيء حدوداً، وأقصى حدود الضيافة إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً وبعدها يجب الانصراف مهما كانت رغبة الطرفين بالجلوس خاصة إذا كانت الزيارة في المنزل، أما إذا كانت في مكان عام فكل أسرة لها حرية البقاء لأن ذلك لا يترتب عليه إحراج لأحد.

ويتفق على أن السهر يؤدي إلى أمراض وخيمة، ويستحيل معه القيام لصلاة الفجر إلا نادراً.

وعبر هذه النافذة أوجه دعوة صادقة لكل أسرة بأن تبتعد عن السهر، ومسبباته حفاظاً على صحة أفرادها.

فلا خير في السهر إذ حطم في إنسان طموحاً، وكم أخر من طالب نجيب؟ وكم هدّ من صحة، وأورث من نقمة.

فالحذر كل الحذر من التمادي في السهر في المنزل أو خارجه، وعلى كل أسرة أن تبعد عن أبنائها أسبابه لحمايتهم من أضراره وأخطاره.