ثقافة عامة

سر الانتصار

 

إن السر في انتصار المسلمين في الصدر الأول من الإسلام، وانتشارهم هذا الانتشار مع قلة عددهم في معظم المعارك التي خاضوها مع خصومهم، والسر كذلك في نجاح الدعوات الإسلامية الصادقة، وتفاني أهلها في سبيلها، وتقديم أعناقهم وأموالهم وأوقاتهم رخيصة في سبيل الله.

إن السر في ذلك هو عقيدة المؤمن الصادق الذي يؤمن بأنه يخوض معركته مع الباطل مستمداً قوته من الله الذي خلق كل شيء، بينما يستمد الباطل قوته من قائد ضعيف، وإن المؤمن ليكفيه أن يذكر قول الله تعالى: فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (76) (النساء)، حتى ينقض انقضاض الطائر الجارح على الباطل فيقطعه إرباً إرباً.

إن الباطل في عقيدة المؤمن الصادق كفقاعة كبيرة منتفخة ومتلونة بأجمل الألوان المتمازجة، ولكن جدارها رقيق وباطنها خواء، مما يجعله يقدم على الباطل لا يهاب انتفاخه ولا ألوانه الجميلة، يقدم عليه متوكلاً على الله مبتغياً تلك الفقاعة ليذوب ذلك الباطل الضعيف.

 


مجالسة الموتى

خرج أحدهم إلى المقابر فرأى البهلول، فقال له: ما تصنع ها هنا؟ فقال: أجالس قوماً لا يغدرونني وإن غفلتُ عن الآخرة يُذكرونني وإن غِبتُ لا يغتابونني.


خير الناس أنفعهم للناس:

كلمة الرجال عقد... فلا تكونن سحابة الصيف أثبت من قولك... ولا يكونن الخط على الماء أبقى من عهدك... ولا تكن ممن وقَّع ثم لا هو يمضي البيع، ولا هو ينوي الفسخ، احزم أمرك، وخاطب نفسك قائلاً لها: إن كان محمداً صادقاً فأجيبي المؤذن وإلا فراعي الكنيسة تدق أجراسها صباح مساء.



الأسوار

كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه يطلب مالا كثيرا ليبنى سوراً حول عاصمة الولاية فأجابه عمر ماذا تنفع الأسوار ؟ حصنها بالعدل ، ونقَّ طرقها من الـظـلم.‏



أسخياء المسلمين

حكى الهيثم بن عدى قال تمارى ثلاثة في أجواد الإسلام ، فقال رجل أسخى الناس في عصرنا هذا عبد الله بن جعفر بن أبى طالب . وقال آخر أسخى الناس غرابة الأوسى .وقال آخر بل قيس بن سعد بن عباده . وأكثر الجدل فى ذلك وكثر ضجيجهم وهم بفناء الكعبة فقال لهم رجل قد أكثر تم الجدل فى ذلك فما عليكم أن يمضى كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ننظر ما يعطيه ونحكم على العيان .‏

فقام صاحب عبد الله بن جعفر إليه فصادفه قد وضع رجله في غرز ناقته أي ركاب الرجل الذي يضع الراكب فيه رحله يريد ضيعه له فقال يا ابن عم رسول الله . ‏

قال قل ما تشاء . قال ابن سبيل ومنقطع به . قال ابن سبيل ومنقطع به قال فأخرج رجله من غرز الناقة وقال له ضع رجلك وأستو على الراحلة وخذ ما في الحقيبة واحتفظ بسيفك فإنه سيف على بن أبى طالب .‏

قال فجاء بالناقة والحقيبة فيها أربعة ألاف دينار وأعظمها وأجلها السيف .‏

ومضى صاحب قيس بن عباده . فصادفه نائما .. فقالت الجارية هو نائم فما حاجتك إليه ؟ قال ابن سبيل ومنقطع به قالت حاجتك أهون من إيقاظه . هذا كيس به سبعمائة دينار والله يعلم أن ما فى داره كيس غيره . خذه وامض إلى معاطن الإبل أي مباركها إلى أموال لنا بعلامتنا فخذ راحلة من رواحله وعبدا وامض لشأنك.‏

فقيل إن قيسا لما استيقظ من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها ومضى صاحب غرابة الأوسى إليه . فوجده قد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يمشى على عبدين وقد كف بصره . فقال يا غرابة ابن سبيل ومنقطع به ، فخلى العبدين وصفق بيمناه على يسراه وقال أواه أواه ما تركت الحقوق لقرابة مالا ولكن خذهما يعنى العبدين قال ما كنت بالذي أقص جناحيك . قال إن لم تأخذهما فهما حران فإن شئت تأخذ وإن شئت تعتق وأقبل يتلمس الحائط بيده راجعا إلى منزله فأخذهما وجاء لهما فثبت أن الثلاثة هم أجواد عصرهم ، إلا أنهم حكموا لغرابة أعطى غاية جهده .‏

 


حرب الفجار

هي الحرب الوحيدة التي اشترك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وكانت بين كنانة وقيس. وكان عمر الرسول صل الله عليه وسلم (17 عاما أو 20 عاماً) وخرج مع عمه أبي طالب وقد سميت هذه الحرب بالفجار لأنها وقعت في شهر رجب وهو أحد الحرم التي يحرم فيها القتال... وبذلك خالفوا عاداتهم المتبعة وانتصرت فيها كنانة على قيس، وكانت مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم رد نبال العدو إلى أعمامه ليستعملوها في القتال.


 


امرأة حرمت على اثني عشر من الخلفاء

يحكى أن عاتكة بنت يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان والدة يزيد بن عبد الملك ابن مروان حرمت على اثني عشر من الخلفاء من بني أمية.

معاوية جدها، ويزيد أبوها، و مروان ابن الحكم أبو زوجها، والوليد وسليمان وهشام بنو عبد الملك أولاد زوجها، والوليد بن يزيد ابن ابنها، ويزيد بن الوليد ابن زوجها، وإبراهيم بن مروان ابن الوليد ابن زوجها أيضاً، ويزيد بن عبد الملك ابنها، وعاوية ابن يزيد بن معاوية أخوها، و زوجها عبد الملك بن مروان، ولم يتفق دلك لامرأة غيرها.

أضف لمعلوماتك وتعلّم المزيد عن موسوعة سين جيم، تأليف شريف العلمي


 

على هامش الحياة

كثيرون أولئك الناس الذين يعيشون على هامش الحياة، وحياتهم على طولها قصيرة لأنهم يعيشون لأنفسهم فقط، فلا ترى الواحد منهم إلا متقوقعاً في داره، وخط سيره في الحياة غاية في الروتين، يكاد العنكبوت ينسج عليه شباكه.

هؤلاء في عالم لا يعرف للجوار أي نوع من الحقوق، والواحد منهم لا يعرف جاره ولم يره في حياته، وربما لا يريد أصلاً أن يراه!.

أناس من هذا النوع، إحسانهم مقصور على من ينفعهم أو من له وجاهة بها يوماً ما سيرفعهم.

حياتهم لا ترى فيها جمالاً بوجه من الوجوه، ومع أنهم لا يتصدقون على غيرهم بزيارة فإنهم كذلك لا يريدون من أحد أن يزورهم.

وللأسف فإن هذه الظاهرة المتقدمة في نظرهم المتخلفة أصلاً تكاد تغزونا!.


 


موطنان

موطنان ابكِ فيهما ولا حرج: طاعة فاتتك بعد أن واتتك ومعصية دهمتك بعد أن تركتك.

وموطنان افرح فيهما ولا حرج، معروف هُديت إليه، وخير دللت عليه.

وموطنان أكثر من الاعتبار فيهما: قوي ظالم قصمه الله، وعالم فاجر فضحه الله.

وموطنان لا تطل من الوقوف عندهما: ذنب مع الله مضى، وإحسان إلى الناس سلف.

وموطنان لا تندم فيهما: موت الأعداء، وضلال المهتدين.

وموطنان لا تترك الخشوع فيهما: تشييع الموتى وشهود الكوارث.

وموطنان لا تقصر في البذل فيهما: حماية صحتك، وصيانة مروءتك.

وموطنان لا تخجل من البخل فيهما: الإنفاق في معصية الله، وبذل المال فيما لا حاجة إليه.

وموطنان انسَ فيهما نفسك: وقوفك بين يدي الله، ونجدتك من يستغيث بك.

وموطنان لا تتكبر فيهما: حين تؤدي الواجب، وحين تجالس المتواضع.

وموطنان لا تتواضع فيهما: حين تلقى عدوك، وحين تجالس المتكبر.

وموطنان أكثر منهما ما استطعت: طلب العلم وفعل المكرمات.

وموطنان أقلل منهما ما قدرت: تخمة الطعام ولهو العاطلين.

وموطنان ادخرهما لتغير الأيام: صحتك، وشبابك.

وموطنان لا تجزع من مشهد البكاء فيهما: بكاء المرأة حين تتظلم، وبكاء المتهم حين يُقبض عليه.

وموطنان لا يغرنك الضحك فيهما: ضحك الطاغية لك وضحك المحزون عندك.

وموطن واحد لا تعلق قلبك فيه إلا باثنين: عمرك، لا تحب فيه إلا الله ورسوله.

ووقت واحد لا تفعل فيه إلا شيئاً واحداً: ساعة الموت، لا ترج فيها إلا رحمة الله.

من كتاب "هكذا علمتني الحياة"

لمصطفى السباعي


لا تتزوج هذه

قيل لأعرابي خبير بالنساء: أريد أن أتزوج فمَن أحذر من النساء؟

قال: إياك وكل امرأة مُذكرة مُنْكِرة، كلامُها وعيد، وصوتها شديد، تدفن الحسنات، وتُفشي السيئات، وتعينُ الزمان على بعلها ولا تعين بعلها على الزمان، ليس في قلبها له رأفة، ولا عليها منه مخافة، إن ابتسم عبست، وإن حزن ضحكت، تأكل لمَّا، وتوسع ذمَّا، صخوب غضوب، بذيئة دنيئة، صبيها مهزول، وبيتها مزبول، إذا حدثت تشير بالأصابع، وتبكي في المجامع، بادية من حجابها، نبّاحة على بابها، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، وقد دلى لسانها بالزور، وسال دمعها بالفجور، فيا ويْح من تزوج امرأة هذه أخلاقها، فهو إن طلقها كانت حريبته، وإن أمسكها كانت مصيبته.


قول له مناسبة

أما القول فهو لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب حيث قال نحن أحق بالعدل من كسرى يا عمرو وأما المناسبة فإن عمرو بن العاص لما دخل مصر ذهب إلى يهودية وطلب منها قطعة أرض في حجم جلد البعير فوقفت اليهودية وكان عمرو بن العاص معروف بدهائه ومكره فجاء بجلد البعير وقصه إلى أشرطة دقيقة فأخذ مساحة كبيرة جدا من الأرض فغضبت اليهودية غضبا شديدا وقالت له سأشكوك إلى عمر بن الخطاب فأخذت عبدها وذهبت إلى المدينة وسألت عن عمر بن الخطاب فرأته في وسط الطين يعمل فى بناء مسجد ولما شكت له حال عمرو بن العاص في مصر جاء بقطعة من الفخار وكتب عليها رسالة وقال لها سلميها إلى عاملنا عمرو بن العاص فاستخفت به اليهودية وبرسالته لأنها لم تستطع قراءتها ورمتها في الأرض احتقارا لشأنها فأخذ عبدها قطعة الفخار التي كتبت عليها الرسالة ووضعها في جيبه ولما وصلت المرأة إلى مصر سألها عمرو بن العاص ماذا فعلت مع أمير المؤمنين قالت هو مثلك وكلكم من شكل واحد أعطاني قطعة الفخار وقال سلمى هذه الرسالة إلى عمرو بن العاص فأخذتها فلم اقرأ عليها شيئا فرميتها في الأرض احتقارا لشأنها قال العبد ولكنى أتيت بها معي قال عمرو بن العاص فأرينها فأخذ عمرو الرسالة وقرأها وقبلها ووضعها فوق رأسه وقال للعمال كفوا عن البناء قالت اليهودية في عجب وما الذي حملك على هذا قال أمرني بذلك أمير المؤمنين ولابد أن ألتزم أمره قالت اليهودية ولكنى لم اقرأ شيئا فى الرسالة قال عمرو لأنها كتبت بنور الإيمان فلا تقرأ إلا بنور الإيمان فما كان من اليهودية إلا أن أعلنت إسلامها إزاء هذا الموقف وأعطاها عمرو الرسالة لتقرأها فإذا مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى عمر بن العاص عاملنا على مصر أما بعد فنحن أحق بالعدل من كسرى يا عمرو فما كان من اليهودية إلا أن قامت بإتمام بناء المسجد على نفقتها الخاصة.‏