خبز ومحبة

ابتسمت الأم ابتسامة السعادة والرضا حينما رأت صغيرتها قادمة من بعيد، وفي يدها سلتها الصغيرة المملؤة بأرغفة الخبز الطازجة، التي أحضرتها توا من مخبز القرية الجديدة. قالت الأم وهي تتناول رغيفا طريا ساخنا: الحمد لله، لقد أصبحنا نتناول الخبز طازجا كل يوم!! سألتها ابنتها: وكيف كنا نتناوله من قبل يا أمي؟! فأجابتها وهي تمسح شعرها: كنا ندخر الخبز في الثلاجة، ونسخنه، ونتناوله عند الحاجة. قالت الجدة التي كانت تتابع حديثهما بمودة: أما نحن فكنا نأكل الخبز طازجا كل يوم!! قالت الصغيرة متعجبة : كيف يا جدتي ؟! ولم يكن يوجد مخبز في القرية بعد!! فأجابتها بابتسامة: كانت كل أسرة تخبز يوما في فرنها الخاص بها، ثم تطوف على جيرانها، وتهدي لكل أسرة بعضا من أرغفة الخبز الطازجة وتبقي لنفسها مثلها، حتى لا يتلف عندها، فلم تكن لدينا ثلاجات في ذلك الوقت. ثم تنهدت الجدة، وقالت: آه لقد كنا نأكل الخبز ونغمسه بالمحبة.