مقدمة الكتاب
تقديم
الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على سيدنا
محمد خير من نطق بالضاد وأحبّ العربية لثلاث : لأنه عربي والقرآن عربي ولسان أهل
الجنة عربي. وبعـد .
فإن على العرب واجبا كبيرا هو نشر اللغة العربية بين
أبناء المسلمين الذين يربو عددهم الآن على المليار مسلم (من غير الناطقين
بالعربية) وجميعهم يتشوفون لليوم الذي يتعلمون فيه لغة القرآن الكريم.
وقد تعددت كتب تعليم العربية لغير الناطقين بها وتنوعت، كما كثرت البحوث
والنظريات الخاصة بهذا الفن وازدادت. وذلك على امتداد الزمان والمكان العربي
والإسلامي. ودون ذكر لأسماء هذه الكتب والبحوث، فإنني أسجل لأصحابها شرف المحاولة
ونبل الدافع – ولكنني – وقد اشتغلت بهذا الفن أكثر من ثلاثين سنة – أسجل أيضا أنها
للأسف لم تشف الغلة ولم تتجاوب مع الحلم الذي طالما راود المعلمين والمتعلمين على
السواء وهو حلم تعليم العربية لغير أبنائها في أشهر معدودة كما نرى في اللغة
الإنجليزية مثلا. وذلك لأنها – في رأيي –
تنقصها الخبرة الميدانية إذ خرج معظمها من البيئة العربية ثم صدرت إلى الخارج أو
طبقت على غير العرب الذين يعيشون في البيئة العربية. إن معظم من ألف في هذا الفن
كان بعيدا عن الواقع اللغوي لغير العرب.
لكن هذه السلسلة التي بين يديك تعليم مهارات اللغة العربية تبرز فيها خبرة
المعلم وحنكة الصانع، وضعت بذورها يد حانية ورعتها خبرة ميدانية عاش قلقها واكتوى
بنارها تأليفا وتجريبا وتدريسا معلمان محترفان هما الدكتور محمد محي الدين
والأستاذة فردوس جاد. وهما من بدءا الرحلة في اتجاه الشرق الإسلامي في وقت مبكر من
عمرهما المديد بالخير والعطاء بإذن الله .. حيث وجدا هناك شوق المسلمين العارم
لتعلم لغة القرآن الكريم وواجها البيئة غير الناطقة بالعربية مواجهة مباشرة فنـزلا
إلى الساحة بكل إخلاص وشجاعة وصبر، يدفعهما إلى ذلك حماس الشباب المسلم الواعي
المسلح بدراسة هذا الفن دراسة أكاديمية متخصصة.
وقد استلهما تجربتهما الخاصة من تلك المعاناة مع هذا الواقع المغاير. وهى
التجربة التي أزعم مطمئنا إلى أنها تحقق حلم المسلمين المنشود في تعلم العربية في
أقصر وقت ممكن وذلك لأن المؤلفين اعتمدا هنا على أحدث التقنيات السمعية والبصرية
المستخدمة في تعليم اللغات وسوف يلاحظ المعلم والدارس أن وراء كل حرف أو كلمة أو
صورة في هذا الكتاب هدفا تعليميا وتربويا يرصده المؤلفان ويسعيان سعيا حثيثا
لتحقيقه ولقد اتبع المؤلفان طريقة تتخلى تماما عن الترجمة وتلقى بالمتعلم مباشرة
في بحيرة اللغة وتعلمه مهارة السباحة فيها والاستمتاع بها. بارك الله في هذا العمل
العظيم وأجزل للمؤلفين المثوبة والجزاء الأوفــــى.
كمال عبد العزيز
مقدمة الكتاب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق
أجمعين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
إن زمن المعلومات وزمن
التطور الحاسوبي يجعل كل شيء يسير في سرعة غير معهودة، والراغب في تعلم اللغة
العربية من غير العرب لم يعد يصبر على الأساليب القديمة في تعليم اللغة رغم فائدة
هذه الأساليب في حينها، وأدائها للهدف منها في زمن إنشائها، ومن ثم كان التفكير في
أساليب تواكب متغيرات العصر، وكان لزاما على المهتمين بأمور لغة القرآن أن يبتكروا
مناهج تعليمية متطورة تعرض اللغة العربية عرضا تربويا يلائم مستجدات العصر، ويلبي
حاجات الدارسين غير الناطقين بالعربية.
جاء هذا الكتاب بطريقة
تعرض تعليم اللغة العربية لغير العرب في صورة مهارات يتعلمها الطالب، ولذلك يهدف
هذا الكتاب إلى تمكين الدارس من الكفايات اللغوية الآتية:
أ- المهارات اللغوية الأربع: الاستماع والكلام والقراءة
والكتابة
ب- العناصر اللغوية الثلاثة وهي: الأصوات والمفردات
والتراكيب النحوية
وأستطيع أن أدعي أن أقرب الطرق إلى النجاح في تعليم العربية
وأسرعها هي التي تهتم بتعليم مهارات اللغة لا التي تضيع الوقت في دراسة اللغة
نفسها، فمثلا إذا أراد الطالب أن يتعلم لغة ما فلا بد أن يتكلم بها بفصاحة،
ويفهمها فهما جيدا، ولا بد أن يجيد قراءتها وكتابتها، ويؤكد ذلك أن تعلم اللغة
الأولى يكمن في تعلم مهاراتها المختلفة.
يحتوي هذا الكتاب على
حوالي مائة كلمة مصورة تدور حولها تطبيقات وتدريبات على المهارات اللغوية، فالطالب
ينظر إلى الصورة ثم يستمع للكلمة الجديدة التي تحوي الحرف محور الدرس، ومن خلال
تدريبات مهارية مختلفة يتعلم الطالب أربع كلمات في الدرس يدرس من خلالها صور الحرف
داخل الكلمة، ويتدرب الطالب على قراءة وكتابة الكلمات، ويربط رموز الكلمات وحروفها
بصورتها طوال مراحل تعلم الحرف، ويأتي في نهاية كل وحدة درس تطبيقي يوظف المفردات
التي تعلمها الطالب توظيفا مهاريا من خلال تدريبات على مهارة الكلام والمحادثة، ويكون
ذلك وظيفيا من خلال الكلمات وصورها باستخدام التعبيرات:
هذا – هذه – ما هذا؟ ما هذه؟ - هل هذا؟ - هل هذه؟ - نعم
– لا – ليس – ليست.
وقد حاولت هيئة التأليف استخدام صور مألوفة إلى حد ما
لتوظيفها مهاريا، وإذا تعذر على الطالب فهم محتوى الصورة فسيكون دور المعلم في
إزالة اللبس، وتم في هذا المستوى التركيز على الأسماء وتوظيفها في أنماط الجملة
الإسمية، وسيتم دراسة أنماط الجملة الفعلية في المستويات التالية.
طريقة تدريس الكتاب:
يبدأ الطالب باستماع
الحروف العربية والتدريب على نطقها وكتابتها من خلال الوحدة الأولى كالتالي:
الدرس 1: يتدرب الطالب على الحروف العربية سماعا ونطقا
الدرس 2: يتدرب الطالب على الحروف العربية من خلال نشيد
الحروف
الدرس 3-5: تدريبات مرحلة ما قبل الكتابة للتعرف على
أشكال الحروف العربية وطريقة كتابتها.
الوحدات 2-9:
الدروس1-4: يتعرف الطالب على حرف من الحروف في صوره
المختلفة، مفتوحا ومضموما ومكسورا ومسكنا، من خلال أربع كلمات تمثل صور الحرف داخل
الكلمة ثم يتدرب الطالب على سماع ونطق وقراءة وكتابة الحرف في تدريبات متنوعة تنمي
المهارات اللغوية.
الدرس 5: مراجعة وتطبيق لما سبق دراسته، وتوظيف للمفردات
التي سبق دراستها واستخدامها مهاريا في مهارة الكلام والمحادثة.
وفي الوحدة 9: يدرس الطالب نظريا وتطبيقيا كيفية التعامل
مع التنوين والشدة وال القمرية وال الشمسية.
وبدراسة هذا الكتاب
يكون الطالب قد تعلم الحروف العربية واستطاع تمييزها عند سماعها، واستطاع النطق
بها وقراءتها وكتابتها، وتكون اللغة العربية بحروفها وكلماتها لينة طيّعة يستطيع
أن يتعلمها في المستويات المتقدمة .
وفي الختام نقدم هذا الجهد المتواضع الذي نتج عن خبرة في
مجال تعليم اللغة العربية لغير العرب مع دراسات متخصصة ومتأنية في هذا المجال، وقد
تم تجريب الكتاب لأكثر من خمس سنوات في مؤسسات تعليمية مختلفة في ماليزيا وبروناي،
وعلى طلاب وطالبات من مختلف الجنسيات، ولما كانت نتائج التجارب ناجحة ومرضية آثرنا
أن ننشر هذه الفكرة التي تقبل التطوير في المستقبل لأن التطوير عملية مستمرة لا تنقطع
إلى يوم القيامة، مصداقا لما جاء في الأثر: "من استوى يوماه فهو مغبون"
ولذلك تهيب هيئة التأليف بمن يرى في هذا الكتاب قصورا أن يُطلع هيئة التأليف عليه
لكي نتجنبه في الطبعات القادمة.
عنوان المراسلة:
DR.
MOHAMAD MOHYDDIN
UNIVERSITI BRUNEI DARUSSALAM
TUNGKU LINK BE1410
BRUNEI DARUSSALAM
E-mail: