Enter your keyword

Instructions

– المدخل الشفوي:

         إن المدخل الشفوي له أهمية قصوى فإذا صح المدخل استقام العمل واتضح الطريق، وإذا أخطأنا المدخل فلن نأمن مواصلة الطريق، وقد يكون من الخطأ مواصلة السير، لأن المسافة التي نقطعها بعد البداية الخاطئة تحتاج إلى نفس الزمن والمجهود الذي قطعناه تقريبا للرجوع أو لإصلاح هذا الخطأ، وأرى أن المدخل لابد أن يستعين بالوسائل الموجودة في الفصل الدراسي، وهذا سيعطي المدخل واقعية ومصداقية، ولأن أول ما يحتاج إليه المعلم في أول يوم دراسي هو التعرف على طلابه، وتعريف الطلاب بعضهم ببعض، أرى أن يبدأ المدخل بالتعارف داخل الفصل كما يلي:

         يقول المعلم معرفا نفسه اسمي ……. ويكتب اسمه ثم يسأل أحد الطلاب قائلا: وأنتَ ما اسمكَ؟ وقد لا يستطيع الطالب الإجابة مباشرة، وهنا يتوجب على المعلم أن يساعد الطالب قائلا: اسمي ……… ، ويكرر المعلم هذا السؤال مع طلاب آخرين حتى يتأكد أن الطلاب قد استوعبوا السؤال واستطاعوا الإجابة عنه بتلقائية وبدون تفكير، ومن هنا يستطيع المعلم أن يكتب على السبورة هذه الجملة التي أدرك الطلاب معناها، واستطاعوا ترديدها شفويا كالتالي:

اسمي محي الدين، وأنتَ، ما اسمكَ؟

اسمي ………..

ويأمر المعلم طلابه بكتابة أسمائهم في الدفتر بدلا من النقط، ويتأكد المعلم من نسخ الطلاب للكلام المكتوب على السبورة نسخا جيدا، ويتأكد من كتابة كل طالب لاسمه، وذلك بالمرور بين الطلاب ومشاهدة ما يكتبه كل طالب، ويمكنه توجيه الطالب إلى طريقة الكتابة الصحيحة، ويساعده على كتابة اسمه باللغة العربية إن احتاج الطالب إلى ذلك، وبعد أن يتأكد المعلم من انتهاء الطلاب، يُعيد الحوار الشفوي مرة أخرى في صورته التسلسلية كالتالي:

يبدأ المعلم بنفسه أولا فيقول: اسمي …… ويذكر المعلم اسمه، ثم يتوجه إلى الطالب سائلا: وأنتَ، ما اسمكَ؟ ويتأكد من إجابة الطالب الصحيحة (اسمي ……. ويذكر اسمه) ثم يلوح المعلم بيده للطالب مشيرا إليه لكي يتعرف على الطالب الثاني سائلا: وأنتَ، ما اسمكَ؟ وهكذا مع الطالب الثالث والرابع … إلى آخر طالب في الفصل الدراسي.

وفي الحوار الثاني المعلم يختار أحد الطلاب ويجري معه فعل الأمر (قف) في جو حركي تسوده المودة والحب والابتسامة، ويمكن الإشارة باليد للدلالة على الوقوف ثم يشير بالجلوس قائلا: اجلس. وهكذا مع عدد من الطلاب حتى يتأكد من انطباع هذا الأمر في ذهن الطالب، فعندما يسمع الطالب ذلك المثير، تتبادر الاستجابة تلقائيا دون تفكير، ولا ينس المعلم أن يُسمع الطلاب كلمة تفضل، ويغرس فيهم كلمة شكرا وعفوا، ويغرس المعلم تحية الإسلام في نفوس طلابه، فقبل أن يلفظ المثير اللغوي، يمهد بالتحية لكي يهيئ الطالب بالسلام أولا، والسؤال عن الحال، فيقول قبل طرح المثير موجها الحوار إلى الطالب المرشح للسؤال:

السلام عليكم

ومن المتوقع أن كل طالب مسلم يعرف الإجابة عن هذه التحية، ويزيد المعلم بالسؤال عن الحال إن شعر أن استيعاب الطلاب لهذه التحية سهل، فيسأل عن الحال قائلا: كيف حالك؟ ويساعد الطالب في الإجابة إن احتاج الأمر إلى ذلك، (الحمد لله أنا بخير) وهكذا مع كل طالب سيتلقى أمرا من المعلم، وذلك لثقل تلقي الأمر المباشر على النفس البشرية، ولا يفوت المعلم أن يغذي حواراته بروح المداعبة، ويربي في نفوس طلابه حب المبادرة والاستعداد المستمرين للسؤال والإجابة، فكل طالب لابد أن يشعر أن السؤال القادم سيكون له، فتتهيأ نفسه للإجابة، ويكون حاضر الذهن والبديهة دائما.

         وبعد إجراء الحوار السابق كاملا مع عدد لا بأس به من الطلاب، وحينما يشعر المعلم أن الطلاب قد أتقنوا الحوار وحفظوه، يزيد أجزاء الحوار قائلا:

أنا من …….. ثم يذكر اسم بلده قائلا مثلا: أنا من مصر، ويتوجه بالسؤال إلى أحد الطلاب قائلا: من أين أنتَ؟ ثم يساعد الطالب في الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال، بإخباره كيفية النطق العربي لاسم بلد الطالب، وهكذا يمكن تكرار الحوار وتسلسله بالكيفية التي ذكرناها سابقا.

         ولا يفوت المعلم أن يبدأ الحوار مع كل طالب من بدايته وينتهي إلى آخر معلومة تعلمها الطالب، فيأمر الطالب بالوقوف، ثم يتبادل معه الحوار بعد إطالته كما يلي:

المعلم: السلام عليكم ؟

خالد: وعليكم السلام

المعلم: كيف حالكَ؟

خالد: الحمد لله أنا بخير

المعلم: قف.. اسمي إبراهيم، ما اسمكَ؟

خالد: اسمي خالد

المعلم: أنا من مصر، من أين أنتَ؟

خالد: أنا من بروناي

المعلم: شكرا

خالد: عفوا

المعلم: تفضل .. اجلس

خالد: شكرا

المعلم: عفوا

وبعد تجريب الحوار السابق مع عدد مناسب من الطلاب يأمر المعلم أحد الطلاب بالوقوف، ويأمر طالبا آخر بالوقوف في الجانب الآخر، ويطلب من الطالب الأول إجراء الحوار السابق مع زميله بالكيفية الآتية:

المعلم: يا إبراهيم قف، وأنتَ يا خالد قف. يا إبراهيم تفضل اسأل خالد

إبراهيم: كيف حالكَ؟

خالد: الحمد لله أنا بخير

إبراهيم: اسمي إبراهيم، ما اسمكَ؟

خالد: اسمي خالد

إبراهيم: أنا من بروناي، من أين أنت؟

خالد: أنا من بروناي أيضا

إبراهيم: شكرا

خالد: عفوا

المعلم: يا إبراهيم تفضل اجلس، وأنتَ يا خالد اجلس.

 ويساعد المعلم أي طالب يعجز عن السؤال أو الإجابة، ويبدل المعلم الأدوار بين السائل والمجيب، ويمكن تكرار هذا الحوار مع باقي الطلاب، ولا بأس من إخراج المعلم لطالبين أمام الفصل لتمثيل الحوار إذا كان ذلك مناسبا.

         ما فعلناه سابقا مع الطلاب يمكن فعله مع الطالبات مع التأكيد على الفرق بين ضمائر المؤنث والمذكر الواردة في الحوار، ولا مانع من التنويع بين الذكور والإناث إذا كانت الدراسة مشتركة، فتارة يجري المعلم الحوار بين الطالبات وأخرى بين الطلاب، وثالثة طالب وطالبة، أما إذا كانت الدراسة غير مشتركة فلا مفر من الاستعانة بالصور أو تمثيل الأدوار، وهكذا حسب الزمن المرسوم للحصة، ولا مانع قبل البدء في درس جديد من تكرار هذا الحوار، أو التمهيد به للدرس الذي بعده، وكلما تعلم الطالب حوارا جديدا يجب أن يضاف الحوار القديم إليه، وعلى المعلم أن يدرك أن التكرار مهم جدا في تعليم اللغة لغير الناطقين بها غير أننا لابد أن ندفع الملل من التكرار بتنويع أساليبه وطرقه كلما أمكن، مع ملاحظة أننا كلما أطلنا الحوار مع طالب اكتسب ذلك الطالب الثقة في نفسه، وتمكنت آليات اللغة من قلبه وعقله.

إن الطالب إذا شعر بانطلاق لسانه، سيزيد حبه للغة وسيمتلئ رغبة في التعلم، ولن نحرمه مما يحب ويرغب، فسنعرفه بكل ما يحيط به في الفصل الدراسي، وذلك من خلال الإشارة إليه، فنقول هذا كتاب، وهذا قلم، وهذه ممحاة، وهذه مبراة، وهكذا إلى أن يتعرف الطالب على كل من معه وكل ما يحيط به داخل الفصل الدراسي، ويمكننا أن نتأكد من إدراكه لما حوله بسؤاله عن كل ما تعرف عليه بعدة أسئلة متنوعة كالتالي:

 ما هذا؟ – ما هذه؟ – مَنْ هذا؟ – مَنْ هذه؟

هل هذا قلم؟ – نعم هذا قلم. – لا، هذا كتاب.

هل هذا أحمد؟ – نعم هذا أحمد. – لا، هذا علي.

هل هذا قلمك؟ – نعم هذا قلمي. – لا، هذا ليس قلمي.

وبتغير المفردات وتنويعها تتحقق آلية الحوار والمناقشة من الأيام الأولى ويتم التواصل بين المعلم وبين طلابه، وكذلك بين الطلاب بعضهم البعض، ليس هذا فحسب بل يحدث التآلف بين البيئة المحيطة حيث يتعرف الطلاب على كل ما يحيط بهم، وبالتعرف على كل ما يدخل في دائرة اهتمام الطلاب، وبالتواصل بين الطلاب أنفسهم وبين الطلاب ومعلمهم، وبنفس الآلية الحوارية السابقة سيتم التعايش باللغة الجديدة، وسننجح في استخدامها، ولا بأس من الاستعانة بالصور أو المجسمات، أو الكروت ، أو الكمبيوتر، أو أية وسيلة تخلق الآلية الحوارية والتواصلية، وفيما يلي تخيل للآلية المقترحة:

2- المفردات الوظيفية :

إن الطالب في بداية مشواره مع اللغة تكون عنده لهفة وشراهة إلى معرفة مفردات كثيرة يحتاج إلى معرفتها للتواصل، فيحتاج إلى معرفة الأدوات المكتبية التي يستعين بها في داخل الفصل، وإلى معرفة أسماء أشياء تحيط به داخل إطار الفصل الدراسي، وعلى المعلم ألاّ يبخل على الطالب، وأن يشبع نهمه أولا بأول، فأية كلمة داخل الفصل يسأل الطالب عن معناها لابد أن يذكر المعلم معناها للطالب، لأن مجسمها موجود في الفصل، وهذه الكلمة سيرى الطالب صورتها دائما أمامه، فتذكره الصورة بصوتها ونطقها، وتردد الأصوات العربية في ذهن الطالب أمر مطلوب لأن هذه الضوضاء اللغوية ستتضح معالمها شيئا فشيئا وستنطبع الكلمات الجديدة في ذهن الطالب يوما بعد يوم حتى يألفها الطالب، ويعرفها بأقل مجهود ودون تعمد لحفظها.

إن كلمات مثل: قلم، وكتاب، ودفتر، وممحاة، وسبورة …. وغيرها مما يوجد في الفصل، يسهل على المعلم تعريف الطلاب عليها، وتعويدهم على سماعها في مواقف مختلفة وبآليات متغيرة كما سبق ذكره بالسؤال الشفوي عنها بهذا وهذه وهل هذا؟ فالمعلم لا يحتاج إلا إلى صوته فقط دون الحاجة إلى وسائل إيضاحية لمجسمات تلك المفردات، فبالإشارة إليها فقط مع ترديد صوتها يتم التواصل، ولا يعني هذا أن الاستعانة بالوسائل الإيضاحية أمر غير مطلوب في المراحل الأولى، بل العكس هو الصحيح، فللمعلم أن يستعين بكل وسيلة حسية توضح المعنى لكي نتجنب الترجمة فيمكنه الاستعانة بالراديو أو الكمبيوتر، أو بصوته مباشرة فيُسمِع الطلاب إلى ما يحتاجون إليه من مفردات، أعني المفردات الوظيفية التي يستخدمها الطلاب ويوظفونها لتنمية ثروتهم اللغوية، وعلى المعلم أن يتأكد من ترديد الطلاب لكل كلمة جديدة ترديدا كافيا لغرس صوتها في الذهن وبآليات متغيرة ووسائل مختلفة يدفع المعلم الملل عن طلابه، ولا يحتاج المعلم إلى الترجمة لأن الصورة تعبر عن المعنى المطلوب.

إن كثرة الاستماع المركز والتكرار للكلمات المفردة، نوع من التدريب الشفوي، ويساعد في نفس الوقت على الحفظ بطريقة غير مباشر، ويخلق الألفة تجاه الأصوات العربية، وهذا ما سنحتاج إليه عند تعليمنا مهاراتي القراءة والكتابة، فالطالب الذي لم يسمع كلمة من قبل لا يشعر بالراحة عند قراءتها، بل قد لا يستطيع قراءتها أصلا فضلا عن كتابتها، أو استخدامها، ومن هنا نرى ضرورة تقديم المدخل الشفوي، وتقديم الاستماع والألفة تجاه المفردات من خلال وسائل مصطنعة تؤدي إلى أهداف مرجوة مستقبلا، وهذا يتأتى بتوظيف نحوي للكلمات محل الدراسة بحيث يتآلف الطالب مع الكلمات المفردة عند وضعها داخل الجملة، فسماع الطالب للكلمة المفردة يختلف عن سماعها نفسها داخل جملة، وآلية التوظيف النحوي يجب أن تكون تدريجية وحسب ما تعلم الطالب من آليات شفوية، أو قل حوارية كما كان في المدخل الشفوي سابقا، وتكون الآلية كالتالي:

3- النحو الوظيفي:

إن مصطلح النحو الوظيفي برز إلى الساحات اللغوية حديثا[1]، وقد عرفه عبدالعليم إبراهيم قائلا: “هو مجموعة القواعد التي تؤدي الوظيفة الأساسية للنحو، وهي ضبط الكلمات ونظام تأليف الجمل ليسلم اللسان من الخطأ في النطق، ويسلم القلم من الخطأ في الكتابة”[2] وقد تختلف آلية استخدام هذا المصطلح عند النحويين العرب عنها عند المهتمين بتعليم العربية لغير الناطقين بها، رغم أن مفهوم المصطلح واحد، فالحاجة إلى النحو في تدريس اللغة حاجة استخدامية ووظيفة وليست نظرية فلسفية، فما حاجة غير العرب بمعرفة مصطلحات النحو العربي التي قد يعجز العربي عن فهم معناها أحيانا؟! وما حاجة غير العربي إلى دراسة الخلافات النحوية وقضايا النحو ومشاكله؟! إن لم يكن متخصصا في النحو العربي. إن ما يهم غير العرب من النحو العربي هو دوره في استقامة اللغة، أو بتعبير آخر، دوره في استقامة اللسان وتجنيبه اللحن والخطأ، أي دوره في صنع الآلية اللغوية التي نهتم بها اهتماما بالغا في هذا البحث.

والطالب غير العربي المبتدئ يحتاج من النحو ما يُساعده على الانتقال بين الضمائر المذكرة والمؤنثة، وما يستدعي إضافة بعض ضمائر الملكية، وبالقدر الذي لا يشعره بالحاجة إلى معرفة مصطلحات نحوية، وبدون التوغل في شرح مستفيض، بل بطريقة آلية قد لا يحتاج الطالب خلالها إلى السؤال عن السبب، وخلق الآلية النحوية بالتعويد والتكرار أفضل ألف مرة من دراسة القواعد وتضيع الوقت في تفسير لا فائدة قريبة من معرفته، ويكفينا أن نقول إن من درس النحو لسنوات طوال، أو حتى تخصص فيه، ولم يستقم لسانه ولم يسلم من اللحن فهو لا يوازي في القدر من استقام لسانه وانفطر على النطق الصحيح، فالثاني أولى بالتقدير حتى وإن كان حديث عهد باللغة، وأخيرا إن ما نأمله من غير العرب هو التوظيف النحوي وما نريد أن ندرسه هو النحو الوظيفي.

4- مهارة الاستماع:

قد يجد الطالب الذي يتعلم لغة أجنبية صعوبة في التقاط المسموع وفهمه، ويخيل إليه أن التحدث يتم بسرعة غير معقولة، لكن النماذج التدريبية التي تدربه على الاستماع تعوده على تمييز الألفاظ في الجمل بنطقها العادي. وتنقل اللغة من الشعور إلى اللاشعور حيث تربط المعنى بموقف معين أو بصوت اللفظ نفسه دون حاجة إلى ترجمة.

وتكون آلية الاستماع عند المبتدئين بالتدريب على النطق الصحيح للحروف، والتمييز بينها عند سماعها مع الكلمات المتماثلة، والتدريب على الكلمات الجديدة سماعا والتمييز بينها وبين غيرها سماعا ونطقا، والتدريب على التقاط الكلمات وتمييزها داخل جمل أو حوارات، وهذه الآلية لا تتربي في نفس الدارس من خلال التدريب على المهارات الأخرى فحسب بل يمكننا أن نربيها في درس خاص بها نسميه درس الاستماع، والهدف الأول منه هو تدريب الأذن على الاستماع الصحيح مع فهم لما تسمعه، ويغلب أن يكون التدريب من خلال الصور في المرحلة الأولى دون اللجوء إلى الترجمة.

5- مهارة الكلام:

الكلام هو الوعاء الذي تصب فيه اللغة بكل روافدها، ومن أجل هذا كان الاهتمام بتدريس مهارة المحادثة من الأمور المهمة والمستحدثة في عملية تعليم اللغة العربية. والكلام أهم مظهر يمكن أن يقيس الناس به فهم الدارس للغة الأجنبية المستهدفة، وعندما يقال إن شخصا ما يعرف لغة ما، فأول ما يتبادر إلى الذهن أنه يتكلم هذه اللغة جيدا. إن ثمة افتراض تنطلق منه هذه الحقيقة ذلك هو: لو أن فردا درس لغة ما دراسة جيدة فإنه يصبح قادرا على الاتصال بمتحدثيها والتفاهم معهم.[3]

إن مهارة المحادثة تنمو أولا من الاتصال باللغة، ويقتضي هذا أن يشجع المعلم الطلاب على أن يعبروا عن أنفسهم بأساليب سهلة، وفي ضوء هذه الأهمية لمهارة المحادثة، يتضح لنا أنها فن مهم وهي ترجمة اللسان عما تعلمه الإنسان عن طريق الاستماع والقراءة والكتابة، وهي أيضا مهارة يجب الاهتمام بها لا سيما في مجال تعليم العربية لغير الناطقين بها.

والرؤية المقترحة ترى تعليم مهارة الكلام من أول يوم يبدأ فيه الطالب دراسة اللغة العربية، ويكون ذلك من خلال المدخل الشفوي الذي نعلم فيه الطالب الكلام عن طريق حوارات شفوية موجهة وموظفة بحيث تقبل المد والإطالة، حتى الكلمة المفردة يجب توظيفها لخدمة مهارة الكلام في جمل وحوارات لكي تنغرس في ذهن الطالب، وما النحو الوظيفي إلا نوع من الآلية التي تطيل الحوار من خلال الآليات النحوية، وفي الحقيقة كل كلمة يدرسها الطالب المبتدئ وكل جملة يجب أن تكون دافعا إلى مزيد من الكلام، وأكاد أرى الطالب – في هذه الرؤية المقترحة – لا يوقفه عن الكلام إلا القلم عندما يستخدمه في الإجابة وحتى في تلك اللحظة لماذا يتوقف لسانه أثناء الكتابة إن أمكن ذلك؟ وبذلك تكون كل المهارات خدما لمهارة الكلام.

6- مهارة القراءة:

الكلام أساس اللغة، والقراءة هي إحدى مفاتيح اللغة، وتختلف الطرق التي اتبعت في تعليم القراءة، فالطريقة الجزئية التركيبية تسير من تعليم قراءة الحرف إلى قراءة الكلمة، والطريقة الكلية التحليلية تبدأ بتعليم قراءة الكلمة أو الجملة حتى يعرف المتعلم عددا مناسبا من الكلمات معرفة الرؤية والنظر، ثم تتجه تدريجيا إلى تحليل الكلمات أو الجمل إلى أحرف وأصوات، أما الطريقة الهجائية التقليدية فتعلم قراءة الحرف بصوته واسمه منفردا، ثم تشكل من الحروف التي تعلمها كلمات وجملا[4]، ونلاحظ أن الطريقة الكلية التحليلية هي أفضل الطرق لتعليم القراءة لغير العرب لأنها تكسب الطلاب جملا كثيرة، وهذا هو الشكل الطبيعي الذي يتعلم به الطفل لغته الأم.

نلاحظ أن مهارات اللغة متداخلة فعندما نعلم الطالب النطق نعلمه القراءة أيضا وعندما نعلمه حوارا يسهل عليه قراءة هذا الحوار الذي حفظه قبل قراءته ، والكلمة التي يرددها الطالب كثيرا يشعر بسهولة قراءتها، وتأتي صعوبة قراءة كلمة ما من عدم التعود عليها، أو جهل معناها. والطريقة المقترحة تعود الطالب من اليوم الأول على سماع قدر لا بأس به من الكلمات الجديدة، وهذا بدوره سيؤدي إلى سهولة القراءة والكتابة، لأن الطالب قد تعود على سماع الكلمة ورؤيتها فيما سبق فسيشعر بسهولة قراءتها ونزيد على ذلك تحليل الكلمة إلى أصولها، ثم نعلم الطالب حروف اللغة العربية وهذه الطريقة في تعلم القراءة تسمى الطريقة الكلية، وهي التي نعلم فيها الطالب الكلمة كاملة قبل تحليلها إلى أصولها .

وقد رأينا أن الطريقة الكلية هي الأنجح في تعليم اللغة العربية لغير العرب لأن الطالب لا يضيع وقته في تعلم حروف لا معنى لها بل يتعلم كلمات لها معنى، ثم بعد ذلك نخبره أن الكلمة تتكون في الأصل من حروف فيكون ذلك مفيدا بالنسبة له، ثم نتدرج بالطالب من قراءة كلمة مفردة يتعلم معناها من خلال قراءتها، إلى قراءة جمل مفيدة لنزيد من ثروته اللغوية، ومن خلال تدريبات التعرف على الكلمات وتمييزها تتكامل الكلمة بكل حروفها، وتدرك عين الطالب الفرق بين الحروف المختلفة، ويأتي التدريب الأخير في مهارة القراءة.

7- مهارة الكتابة:

ما قلناه عن مهارة القراءة من تداخلها مع المهارات الأخرى يصدق على مهارة الكتابة، فآلية الكتابة يجب أن تربي في الطالب من أول يوم، فالطالب عندما يكتب كلمة تعلمها يشعر براحة نفسية، ويأمن على هذه الكلمة من الضياع فالكتابة تقييد العلم، ويكون التدريب على الكتابة تدريجيا بدءا بمرحلة ما قبل الكتابة، ولكن من خلال نماذج موجودة ومفيدة تصنع الآلية وتوظفها فيما يفيد، وليس فقط بأمر الطالب برسم خطوط وانحناءات لا فائدة لها. وبعد أن تنمو مهارة رسم الكلمة سيشعر الطالب في تدريبات مهارة الكتابة أن آلية الكتابة تكون قد نضجت في الإجابة عن تدريبات الكتابة، وتكون التدريبات في البداية بالمرور على كلمات وجمل يراها الطالب بخط خفيف، ويكون ما يكتبه الطالب مألوفا لديه، ولنعلم أن الطالب عندما يضغط على القلم ويكتب كلمة سيحفر القلم رسم الكلمة في ذهن الطالب، فلا تغادره، فالكتابة ترسخ المعلومة وتثبتها في الذهن.

هناك الكثير من الظواهر في اللغة الأجنبية تكون غريبة على الطالب، ويحتاج أن يعود نفسه عليها إذا أراد أن يكتب اللغة بثقة واطمئنان، إن النسخ المُعْتَنَى به كفيل بأن يمنع تسرب عادات اللغة القومية، وذلك بتركيز انتباه الطلاب على الاختلافات. ويجب أن يكون النسخ بقدر معقول بحيث لا يسبب إرهاقا للطالب ولا ينفره من الإقبال عليه، ويستحسن حث الطالب على الاهتمام بوضع علامات الترقيم وعلى أن يكرر مع نفسه ما يكتبه أثناء عملية النسخ لأن ذلك يُكَوّن لديه تدريبا تكراريا للحوار الأساسي أو الجمل وقد يساعده على الحفظ.

[1] محمد عبدالقادر أحمد، طرق تعليم اللغة العربية، مكتبة النهضة المصرية، ط5، 1986م، ص 204

[2] عبد العليم إبراهيم، النحو الوظيفي، دار المعارف، ط7، 1981م/ ص 1-2.

[3] صلاح عبد المجيد العربي، تعلم اللغات الحية وتعليمها بين النظرية والتطبيق، مكتبة لبنان، بيروت، 1981م، ص140.

[4] محمد عبد الله عبد السلام، تطوير نظم التدريبات في تعليم العربية للأجانب، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير، معهد الخرطوم، ص27،28.

The development of information and communication technology (ICT) has
entered education, thus demanding that education actors clean up (Saepudin, 2015).
With computers in schools, test manuscripts, and exams usually written on the
blackboard, typed manually has switched with using a computer (Ritonga et al., 2016).
A scoring system and other administrative handling are also necessary computer-based
according to ICT development (Ilmiani et al., 2020).
The development of information technology, especially communication
developments, has at least 2 (two) technologies developing rapidly, first, cellular
telephones (Iswanto, 2017). Second, Internet networked computers are computers
used to connect people with other people without limitations on distance and time.
Today’s development of information and communication technology is developing a
complex nature, where developments in technology are not only one-sided only in
computer technology (CT). Still, it also accompanies it, the integration of the two
fields of technology can influence all areas of community life, including education
(Yasmar, 2017).
Along with the increasingly rapid development of information technology, there
is a need for a concept and mechanism of technology-based teaching and learning
becomes impossible avoided (Purwanto & Hanief, 2016). The concept known as Elearning affects its occurrence the process of transforming education from
conventional to digital form, both in terms of content and systems. The world
community has widely accepted the concept of E-learning, as evidenced by the
rampant implementation of E-learning in educational institutions(Martono Kurniawan
& Nurhayati Oky, 2014).
E-Learning is a modern learning system that utilizes computer technology
(Silahuddin & Azhari, 2019). In this case, Chang and Fang said that the characteristics
of e-learning, among others. First, take advantage of electronic technology services.
Second, using computers (digital media and computer networks). Third, using selflearning materials stored on a computer can be accessed by teachers and students
anytime and anywhere if needed. Fourth, utilizing the learning schedule, curriculum,
learning progress results, and matters relating to educational administration can be
viewed at any time on the computer (Chang & Fang, 2020). E-learning is an education
system that uses electronic applications to support teaching and learning with internet
media and computer networks (Pimada & Muhammad Afif Amrulloh, 2020). Elearning essential criteria, namely; First, E-learning is networked, making it capable of
improving fast, saving or retrieving, distributing, and sharing learning and information.
Second, E-learning is sent to users via computer by using internet technology
standards. Third, E-learning focuses on views learning as the most extensive learning
solution that outperforms traditional training paradigms (Kurnia et al., 2018).
Rafiee & Abbasian-Naghneh (Rafiee & Abbasian-Naghneh, 2019) classifies the
E-learning model into three: web courses, web-centric courses, and web-enhanced
courses. The web course is the use of the internet to deliver material in distance
learning. The web-centric course uses the internet to provide content via the internet
in indoor education (Aziz Khoiri & Fatkhu Romadhon, 2017). 124
Vol. 4 No. 2 | 122-137
Copyright © 2020, Ta’lim al-‘Arabiyyah, P-ISSN: 2721-5237, E-ISSN: 2549-208X
Ta’lim al-‘Arabiyyah : Jurnal Pendidikan Bahasa Arab dan Kebahasaaraban, 4 (2), 2020
Meanwhile, the web-enhanced course is the use of the internet to support improving
the quality of learning.
E-learning is also expected to provide the same advantages and benefits to the
Arabic language learning process, especially Arabic Learning Design Planning
(Azzuhri, 2015). The problem that has been faced by Arabic students and lecturers is
the lack of learning material, which includes language skills (time, speaking, reading,
and writing) and linguistic elements (mufradat, qawā’id, and imlā) and other subjects,
which are related to Arabic learning in the form of books, CDs. Arabic software tends
to use old methods and techniques, namely, Teacher centered learning (Maryeni et al.,
2020).
Along with the development of technology and communication today, many
Arabic language learning based on E-learning has appeared on the internet by foreign
language learning centers (Haffar et al., 2017). One of them is busuu.com. busuu.com
website is an E-learning based foreign language learning. Suci Ramadhanti Febriani
and Anasruddin state that Arabic four skills can be improved using technology in his
research. In addition to integrated material, strategies, media, and adequate evaluation,
students can learn Arabic. The various assignments can build a process of critical
thinking, creative thinking, and students can learn independently in a broader context.
And this study found that the impact of technology on students’ language skills is
when the constructivist approach can provide many opportunities and opportunities
for students to be creative through the four Arabic language skills (Febriani &
Anasruddin, 2020).
Azkia Albantani, in his research entitled Optimizing The Busuu Application In
Arabic Learning, states that this website is very relevant to use in foreign language
learning, especially Arabic, because this website is supported by a team of native
speakers or native speakers from 12 countries (English, French, German, Arabic,
Dutch, Italian, Chinese, Japanese, Brazilian, Spanish, Russian and Turkish) and
equipped with various learning features, namely; Lessons (Durūs), exercises (Tamārin),
Vocabulary (Al-Mufradat) and Personal Notes (Shafhaty al-Syakhsyiah). Also, the subject
matter is divided into five levels: Mubtadi’ Beginner A1 (20 themes), Mubtadi’
Beginners A2 (15 topics), Mutawassith – Intermediate B1 (14 items), Mutawassith –
Intermediate B2 (14 items), and Al-Dauraat al-Khasshah- Private Courses (5 themes)
(Albantani, 2018).
Arabic in Malaysia is a foreign language subject taught in various educational
institutions, both formal and non-formal. Arabic is shown at the elementary, junior
high, and high school levels and universities in legal institutions. Meanwhile, in nonformal institutions, it is taught at Madrasah Diniyah and private foreign language
institutions (Baharudin & Ismail, 2014). Sahrir states that Arabic must be shown at the
elementary, middle, and high school levels within the Ministry of Religion.
Simultaneously, in the Ministry of National Education, Arabic is presented as a foreign
language at the high school level. Meanwhile, Sahrir and Alias state that learning
Arabic in Malaysia starts from the elementary level (elementary school) to higher
education institutions, both public and private (Sahrir & Alias, 2012).
125
Vol. 4 No. 2 | 122-137
Copyright © 2020, Ta’lim al-‘Arabiyyah, P-ISSN: 2615-7241, E-ISSN: 2721-480X
Ta’lim al-‘Arabiyyah : Jurnal Pendidikan Bahasa Arab dan Kebahasaaraban, 4 (2), 2020
METHOD
This research uses a descriptive qualitative approach. The data is taken from the
Arabic Teacher E-Learning page related to all information, features, teaching
materials, etc., displayed by www.arabic-teacher.com. The collection technique used is
an in-depth observation by browsing the website page to find out all the main menus,
materials, and systematics. Meanwhile, data analysis used includes analyzing website
content, data presentation, and concluding.
RESULT AND DISCUSSION
Arabic Teacher Website
Arabic Teacher is an e-learning-based modern Arabic learning website designed
by Dr. Mohamed Mohi El-Din Ahmad, an Arabic language learning expert. He is a
lecturer in language development at the University of Brunei Darussalam. He is also
an Arabic learning consultant at the Malaysian Institute for National Translation and
Islamic Studies and the International Institute for Arabic Language and Islamic
Studies in Johor Malaysia.
Arabic Teacher is an e-learning-based modern Arabic learning website explicitly
designed for beginners who learn Arabic with a progressive and logical methodology
without the need for translation. This website intends to support independent Arabic
learning through multimedia’s practical use in formal and informal classes. This
website is based on a modern programmatic learning system using textbooks and
compact discs combined with language skills learning, namely, listening, speaking,
reading, and writing.
The Arabic Teacher website has several advantages that other sites don’t have.
Among them; (1) The website page uses two languages of instruction, namely, Arabic
and English; (2) Website pages can be accessed from various devices such as
computers, tablets, and cell phones; (3) The website page is equipped with an
electronic book and MP3 that can be download so that you can listen to it over and
over again without having to reaccess it; (4) Users can easily access this website page
without having to create any accounts.
Thus, it is hoped that this website can be used by students, teachers, Arabic
language lecturers, and those who wish to learn Arabic.
Main Menu Website of Arabic Teacher
Arabic Teacher provides several main menus that can be accessed by its users.
Among them; main menu for reading, stories (for elementary, intermediate, and
advanced), grammar, structure, dictation, songs and games, dictionary for beginners,
and questionnaire. The following is a picture of the main menu on the Arabic Teacher
website.126
Vol. 4 No. 2 | 122-137
Copyright © 2020, Ta’lim al-‘Arabiyyah, P-ISSN: 2721-5237, E-ISSN: 2549-208X
Ta’lim al-‘Arabiyyah : Jurnal Pendidikan Bahasa Arab dan Kebahasaaraban, 4 (2), 2020
Figure 1: Main Menu Arabic Teacher
For Reading (Al-Qirā’ah)
Reading is the primary source of learning Arabic for students outside the
classroom. Text is the central area of language, contributing to expanding one’s
knowledge and acquiring new knowledge. In reading two activities, the reader
identifies the reading structure and understands the text’s contents, both express and
implied. This is by the opinion of (Ardiansyah & Aziz, 2019), asserting that reading
skills are not limited to reading fluency correctly and adequately, but how the reader
can understand the reading material (fahm al-maqru’).
Indraswari (Indraswari, 2014) stated that reading skills are one of the language
skills that must be mastered by learners, especially reading comprehension skills. In
reading comprehension, learners are required to understand the content of the reading
both implicitly and explicitly.
Therefore, in Arabic Teacher, reading material is presented with 18 themes
related to akhalq, religion, and culture of the Arab people to provide knowledge for
Non-Native Arabic. The following is the theme of the reading presented.